إفتتاح معرض100 مغارة في الفاتيكان
"كان من الضروري في هذا العام أن نتذكر مغارة الميلاد الأولى للقديس فرنسيس، التي تمّ إحياؤها في عيد الميلاد عام 1223 في غريتشيو – قال المطران رينو فيسيكيلا، وكيل دائرة إعلان البشارة مفتتحًا معرض "100 مغارة في الفاتيكان". – فقد أراد القديس مغارة ميلادية حيّة. فعلاً، لقد حقق معجزة، وهي ضمان عدم شعور أي شخص في مغارة الميلاد بأنه غريب أو متفرّج، بل مشارك. وما نتمنّاه هو أن يتمكن كل واحد منا من عيش هذه الخبرة من خلال دخوله إلى معرض ال "100 مغارة".
أُقيم افتتاح المعرض الدولي "100 مغارة في الفاتيكان" عند الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة الماضي 8 كانون الأول/ديسمبر 2023 تحت الذراع الأيسر لرواق برنيني، في ساحة القديس بطرس، بحضور صاحب السيادة المطران رينو فيسيكيلا، والسفير الإيطالي لدى الكرسي الرسولي صاحب السعادة السيد فرانشيسكو دي نيتو. وللاحتفال بالذكرى السنوية لهذا العام، والتي هي ذكرى مرور 800 عام على التمثيل الأول للميلاد، حضر الافتتاح أيضًا الأب إغناسيو سيا، النائب العام لرهبنة الإخوة الأصاغر، ورئيس بلدية غريتشيو، إميليانو فابي.
وتابع المطران فيسيكيلا:"يقول المؤلف الفرنسي الكبير، شارل بيغي، في أحد أشهر مؤلفاته: "ولد الرجاء في يوم عيد الميلاد". أتمنى أن يحمل الجميع معهم هذه الرسالة، ومن خلال زيارة المغاور الميلادية، أتمنى أن تضاء شعلة الرجاء في داخلنا. دعونا نحافظ على هذه الشعلة حية لأنها هي من يساعدنا على عيش وقتنا الحاضر بشكل جيد مستعدين لبناء مستقبل أفضل".
أمّا دي نيتو علّق قائلاً: "إن مشاركتنا في مغارة ميلاد غريتشيو تسمح لنا بأن نتذكّر ونحتفل ونثمّن ثمانمائة عام من الحدس الثمين للقديس فرنسيس الذي أنشأ أول مغارة ميلادية في غريتشيو، في وادي رييتي. ومن هذا الحدس وُلِد تقليد أصبح عمره عدة قرون، وهي عادة تشكل جزءًا وثيقًا من تقاليد العديد من العائلات، والتي يربطها الكثير منا بأعزّ ذكريات الطفولة، وانتظار عيد الميلاد. مغارة الميلاد، كما يذكرنا الأب الأقدس، لا تخاطب المؤمنين فحسب، بل هي عادة تؤثر أيضًا على غير المؤمنين لأنها تحمل رسالة سلام وأخوّة. إن رسالة السلام والوحدة هذه هي ما نريد أن نطلقه اليوم بتذكّرنا القديس فرنسيس".
"إنه لمن دواعي سرورنا وشرفنا الكبير أيضًا، نحن الفرنسيسيين، أن نكون حاضرين اليوم في افتتاح معرض مغاور الميلاد - أكد الأب سيا -. إننا نحتفل بالذكرى الـ 800 لأول مغارة ميلاد أراد إحياؤها القديس فرنسيس. وبحسب كاتب سيرته الذاتية، فقد أعرب عن رغبته في أن يتأمل بأم عينيه فقر وتواضع ابن الله الذي صار إنسانًا. لقد احتفل القديس فرنسيس بالإفخارستيا إضافة إلى المغارة، ذلك لأن المغارة، تمامًا مثل الإفخارستيا، تذكرنا بمحبة الله المتواضعة. وهذه الذكرى تدعونا مع الكنيسة إلى تجديد قدرتنا على رؤية علامات حضور الله الذي صار إنسانًا في العالم، علامات الرجاء، علامات يسوع. وهي تدعونا إلى رؤية حضور يسوع في إخوتنا الأكثر احتياجًا، الذين يتألمون لأنهم ضحايا البؤس والحرب والعنف. لذلك، من خلال هذا المعرض، دعونا نجدد إيماننا بالله الذي أراد أن يصبح واحدًا منا. دعونا نجدد التزامنا بأن نكون مثله، متضامنين مع بعضنا في أوقات المحنة ومتضامنين برجاء هذا العالم".
كما تحدث أيضًا إميليانو فابي، رئيس بلدية غريتشيو، الذي أكد على رسالة السلام العالمي التي تحملها مغارة الميلاد. "لقد حاولنا أن نمثل ما حدث قبل 800 عام في قريتنا، جماعة صغيرة ذكّرت القديس فرنسيس كثيرًا بقرية بيت لحم. أراد القديس أن يرى بعينيه الجسديتين صعوبات الولادة في مثل هذا الوضع الصعب. لهذا السبب حاولنا، من خلال عرض بعض الأعمال المعروضة هنا، أن نمثل أصالة وقوة مغارة فرنسيس، من خلال مغارة غريتشيو. مغارة تحمل في طياتها رسالة ذات أهمية خاصة وآنيّة، رسالة السلام العالمي الذي نحتاجه بشكل خاص في هذا الوقت. لقد حاولنا جلب قوة مغارة ميلاد فرنسيس إلى قلب المسيحية".
يمكن زيارة المعرض، الذي سيظل مفتوحًا حتى 7 كانون الثاني/يناير، يوميًا من الساعة 10 صباحًا حتى 7.30 مساءً مجانًا، وقد بدأ يحقق بالفعل نجاحًا كبيرًا بين الجمهور، حيث توافد عشرات الآلاف من الزوار في الأيام الثلاثة الأولى من الافتتاح.