اليوبيل، البابا متوجهًا إلى 35 ألف مريض وعامل في مجال الرعاية الصحية: "في المرض، لا يتركنا الله وحدنا ومعه نختبر العزاء"
"يمكن للمرض أن يجعلنا نشعر مثل أناس منفيّين، أو مثل المرأة في الإنجيل: ليس لها رجاء للمستقبل". هذا ما كتبه البابا فرنسيس في عظته خلال القداس الإلهي بمناسبة يوبيل المرضى وعالم الرعاية الصحية، الذي ترأسه يوم الأحد 6 نيسان/أبريل في ساحة القديس بطرس، وكيل دائرة إعلان البشارة، صاحب السيادة المطران رينو فيسيكيلا. لكن ليس الحال هكذا. "حتى في هذه اللحظات، لا يتركنا الله وحدنا، وإذا عشنا فعل التسليم له، بالأخص في المكان الذي تفشل فيه قوانا، يمكننا اختبار تعزية حضوره". كان هناك 35 ألف حاج، بين أطباء وممرضون وعاملون في مجال الصحة ومرضى، كانوا قد شاركوا في اليوبيل في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي رسالته، ذكّر البابا العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين حضروا القداس مرتدين أثوابهم وملابسهم الرسمية، بأنه بينما يعتنون بالمرضى، "وخاصة الأكثر هشاشة منهم"، فإن الرب "يمنحكم الفرصة لتجديد حياتكم باستمرار، وتغذيتها بالمجانية والرحمة والرجاء". "اسمحوا - أضاف البابا - أن يدخل حضور المرضى كهبة إلى حياتكم، ليشفي قلوبكم، ويطهرها من كل ما ليس محبة، ويدفئها بنار الرحمة الدافئة والعذبة".
أما في ما خصّ المرضى الحاضرين، فقد نزل الأب الأقدس بشكل غير متوقع في نهاية القداس إلى قاعة البازيليك لإلقاء التحية على جميع الحاضرين، شخصيًا، وكان لديه كلمة عبّر من خلالها عن قربه الكبير، نظرًا لحالة الضعف التي يتقاسمها مع العديد من الناس في هذه الفترة. وتوجّه إليهم قائلاً: "معكم، أيها الإخوة والأخوات المرضى الأعزاء، في هذا الوقت من حياتي، أتشارك معكم الكثير: خبرة المرض، الشعور بالضعف، الاعتماد على الآخرين في أشياء كثيرة والحاجة إلى الدعم. ليس الأمر سهلاً دائمًا، لكنه مدرسة نتعلم فيها كل يوم أن نحب وأن نسمح لأنفسنا أن نُحَب، من دون ادّعاء ومن دون رفض، ومن دون ندم ومن دون يأس، شاكرين لله ولإخوتنا على الخير الذي نتلقاه، مُتّكلين وواثقين بما سوف يأتي. إن غرفة المستشفى وسرير المرض يمكن أن يكونا مكانين نستطيع أن نسمع فيهما صوت الرب الذي يقول لنا أيضًا: "هاءَنَذا آتي بالجَديد ولقَد نَبَتَ الآنَ أَفلا تَعرِفونَه؟" (أش 43/ 19). هكذا بالتالي يتجدد الإيمان ويتقوّى".
الحدث اليوبيلي الرئيسي المقبل هو يوبيل المراهقين، وسيقام في الفترة الممتدة من 25 إلى 27 نيسان/أبريل 2025.